اَخر الأخبار

لا يتم نشر اى تدوينات الان بسبب الدراسة وانشاء الله فور انتهاء الدراسة سوف اعود بتدوينات جيدة

ما هو الذكاء الاصطناعي ؟ وكيف يعمل ؟


الذكاء الاصطناعي حولنا بكل مكان الآن، ولكن غالبيتنا لا يفهمون إلا القليل حول الذكاء الاصطناعي، ما هي قدراته؟، ما هي حدوده؟
الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، الشبكات العصبونية الاصطناعية، كل هذه المسميات مذهلة صحيح، ولكنها بالنهاية لا علاقة لها بالعقل البشري أو الذكاء، فالفكرة تكمن في البرمجيات المحوسبة التي تستخدم كميات هائلة من البيانات لتدريب الحاسب لإنجاز مهمة ما.

نشأة الذكاء الاصطناعي




المفهوم التجاري للذكاء الاصطناعي ظهر لأول مرة في 1997، عندما قام نظام تم تطويره بواسطة IBM يدعى Deep Blue بهزم أعظم لاعب شطرنج في التاريخ، غاري كاسباروف، لكن هذا الجيل من الذكاء الاصطناعي لم يثبت فائدته في حل مشاكل العالم الواقعي، وبالتالي لم يؤدي إلى تغيير جذري في كيفية برمجة أنظمة الحاسب.

لكن ذلك تغير مؤخرًا، فالذكاء الاصطناعي تقدّم كثيرًا، خاصة في المجال المعروف بـ”تعلم الآلة”، وبات الذكاء الاصطناعي يندمج في شتى المنتجات التجارية والخدمات، أبرز الأمثلة على ذلك: محركات البحث مثل قوقل، المساعدين الافتراضيين مثل سيري، ميزة التعرف على الوجه في الهواتف الذكية، وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة واسعة من الأجهزة الذكية، أنظمة السلامة في السيارات، السيارات ذاتية القيادة بالكامل التي تلوّح الآن في الأفق، وبالطبع الشكر في ذلك يعود إلى كمية البيانات الهائلة التي تم جمعها على مدار العشرين عامًا الأخيرة.

التحسينات الأخيرة في تعلم الآلة نتج عنها إمكانية تدريب الأنظمة لإنجاز المهام الصعبة، وذلك بناءً على بيانات لبشر قاموا بإنجاز المهمة سلفًا.
أما بالنسبة للشبكات الإصطناعية، فقد تم تطويرها لأول مرة في خمسينات القرن الماضي، إلا أن استخدامها لم يكن مُجديًا سوى منذ بضعة سنوات.

 ما هي آلية تعلم الآلة؟


الشبكة العصبية البيولوجية في الكائنات الحيّة تقوم فيها الخلايا بمعالجة ونقل إشارات كهربائية وكيميائية بين الخلايا العصبية المتصلة ببعضها والتي هي المكون الرئيسي للجهاز العصبي المركزي (المخ والنخاع الشوكي) والجهاز العصبي الطرفي، والشبكات العصبية الاصطناعية تستوحي آلية عملها منها، حيث أنها عبارة عن مجموعة مترابطة تنشأها البرامج الحوسبية لمعالجة كمية هائلة من البيانات عبر إجراء عمليات حسابية معقدة.

أكبر تقدّم جرى في تعلم الآلة مؤخرًا هو ما يعرف بالتعلم العميق، حيث تكون الشبكة العصبية الاصطناعية متمركزة بعدة طبقات، تكون من مُدخل وناتج، المُدخل مثل البكسل في الصورة الرقمية، والناتج يكون التعرف على هوية الشخص من وجهه بتلك الصورة، ولكي تكتسب الآلة قدرة التعرف على هوية الأشخاص بنفسها من الصور، يتم تعريضها لكميات هائلة من المُدخلات والنواتج المقابلة لها، وبالتالي تكون لديها قاعدة بيانات واسعة تستطيع العمل بناءً عليها.

التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية


لفهم تأثيرات الذكاء الاصطناعي على واقعنا، فعلينا التمعّن بالثورة الصناعية، فالقوة البخارية كانت تدفع غالبية الصناعة في القرن التاسع عشر، وعندما وصلت الطاقة الكهربائية في القرن العشرين، أدّت إلى تقدم هائل في التصنيع وصحيح أنها  أزالت كثيرًا من الوظائف إلا أن البشر وجدوا حلولاً للمضيّ قدمًا، والآن نحن على أعتاب ثورة رقمية في عصر تقنية الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي لن يستبدل البرمجيات، تمامًا كما لم تستبدل الكهرباء وجود البخار، فحتى الآن تقوم المحركات التوربينية بتوليد غالبية الطاقة الكهربائية، باختصار فالبرمجيات التقليدية التي نُطوّرها بأنفسنا هي جزء لا يتجزّأ من أنظمة الذكاء الاصطناعي، ولكن كل ما في الأمر أنها ستسهّل من إتمام المهام كنا كمطورين نعالجها عبر الأكواد، فالنظام أسرع منّا بمراحل ويمكنه القيام بها أوتوماتيكيا، ولكن بنفس الوقت لن يخرج عن سيطرتنا.
الإبداع، الاختراع، التعاطف، الرحمة، الحرف اليدوية، التجارة، كثير من الوظائف ستبقى بعيدة عن قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي.
لكن العلاقة بين التقنية والوظائف معقدة، فبواسطة تُصنع لنا منتجات بجودة أفضل بكميات ضخمة، ومع عدم وجود احتياجات بشرية لديها، فالمنتج النهائي يكون سعره منخفضًا بشكل كبير.
التقنيات الجديدة جيدة للمجتمع لأنّها قادرة على رفع جودة المستوى المعيشي للأفراد، إلا أن قلة الوظائف يعني تهديدًا للبشرية.

حاليا، نحن لانزال في بدايات عصر ثورة التقنية، ولا يزال أمامنا كثير من الوقت لاستكشاف الفوائد التي سيتيحها الذكاء الاصطناعي، إلى جانب إيجاد حلول لمعالجة الآثار المدمرة التي ستنتج عنه على الوظائف.

ليست هناك تعليقات